إسلام نوسنتارا
v تمهيد
في أرض نوسنتارا(الدولة الوحدوية إندونيسيا) هناك تقاليد وثقافات اللآئي تستعمل في تطبيق التعاليم الدينية, بحيث يكون ذلك من سمات الإسلام في نوسنتارا لا تملكها دول أخرى ولم توجد في غيرها. وكان الفرق بين الإسلام في نوسنتارا والإسلام في غيرها واضح جدا ويمكن النظر إليها من حيث القيمة الحقيقية من بعض الطرق وهو مما يلي:
1. من حيث ممارسة الإسلام في نوسنتارا وجدت تقاليد منها المعافة بين الأشخاص التي هي معروفة ب حلال بحلال وإحياء ذكرى وفاة شخص ما من عالم أو صالح ويقال هذا التقليد بحول لأنه منفوذ في كل حول, والدعاء من أجل النساء الحوامل والتغني بالصلوات علي الرسول مقرونة بدف وسائر الألة الموسيقية الأخرى
2. ومن حيث اللباس: هناك من يستخدم قفازات و قلنسوة و بعض يلبس الملابس المخصصة التقليدية للبتافيين مثلا أو للجاويين او غير ذلك.
3. من حيث التسامح في ممارسة التعاليم الإسلامية: يمكننا أن نرى كثيرا من الناس قد نفذوا صلاة عيدهم في ميدان وبعضهم قد نفذها في مسجد, ومنهم صلوا التراويح 20 ركعة و منهم صلوا 8 ركعات .
4. من حيث التسامح بالثقافة المحتويةعلى أحوال التاريخية: في بعض المناطق يحظر ذبح بقرة كما كان في مدينة قدس جاوه الوسطى وقيل أن يكون هذاشكلا من أشكال التسامح من سونان قدس في تعاليم الهندوسية التي تعتبر البقرة مقدسة.و عرف الزفاف باستخدام أوراق جوز الهند الصفراء.
5. من حيث التسامح مع الأديان الأخرى هناك عطلة وطنية في أيام العيد من كل دين
وكثيرا من الناس ما زالوا يعتقدون أن الإسلام هو كما كان في العربية يعني الذين يلبسون الجبة ويحفظون لحيتهم دائما ، حتى يرغبوا عن قبول هذا المصطلح. بل هم جاؤوا بتكفيرأصدقائهم. لذا سأشرح لكم عن الإسلام نوسنتارا لكي لا نقع في الاتهامات السخيفة.
v تعريف اسلام نوسنتارا
الإسلام هو الدين الذي جاء به النبي, والدين هو العقيدة التي يعتقدها و يمارس بها أتباعها.وأصل لفظة نوسنتارا من مقطعين يعني “نوسا” بمعنى جزيرة و” تارا” بمعنى أخري فصارا المقصود بلفظة نوسنتارا “جزيرة أخرى ” ولكن الآن أن لفظة نوسنتارا مشهورة كتسمية أرض اندونيسيا والمناطق المحيطة بها.
وفي الواقع لم يكن هناك تعريف نهائي للإسلام نوسنتاراومع ذلك أعتقد أن إسلام نوسنتارا هو الإسلام على أساس أهل السنة والجماعة الذي يمارس و يدعى و يتطور في أرض نوسنتارا من قبل الدعاة كما قدضمن ضمنا في بيان شيخ هاشم اشعري في كتابه رسالة أهل السنة والجماعة ص 9 فصل في بيان تمسك أهل جاوه ىبمذهب أهل السنة والجماعة,وبيان ابتداء ظهور البدع وانتشارها في أرض جاوه, و بيان أنواع المبتدعين في هذا الزمن. قد كان مسلموا الأقطار الجاوية في الأزمنة السالفة الخالية متفقى الآراءوالمذهب ومتحدي المأخذ والمشراب, فكلهم في الفقه على المذهب النفيس مذهب الإمام محمد بن إدريس, وفي أصول الدين على مذهب الإمام أبي الحسن الأشعري, وفي التصوف على مذهب اللإمام الغزالي والإمام أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنهم أجمعين.
فضلا عن ذلك أن إسلام نوسانتارا هو طريقة الدعوة الإسلامية في نوسنتارا. هذا يعتمد على التنوع العرقي والثقافي والديني لأن من الصعب أو حتى من المستحيل انتشار الإسلام في البلاد من دون طريقة اسلام نو سنتارا الذي هو مزين بالأدب والهدوءوالملاطفة. كما قدضمن ضمنا في بيان شيخ ابي الفضل في كتابه ” احلى المسامرة في حكاية الأولياء العشرة ” ص 23-24 حين يحكي عن كياسة سونن عمفيل في دعوته. ” ثم قال السيد رحمة أنه لم يوجد في هذه الجزيرة إلا أنا وأخي السيد راجا فنديتا و صاحبي أبو هريرة. فنحن أول مسلم في جزيرة جاوه…. فلم يزل السيد رحمة يدعو الناس الى دين الله وإلى عبادته أتبعه في الإ سلام جميع أهل عمفيل وما حوله وأكثر أهل سوربايا. وما ذلك إلا بحسن موعظته وحكمته في الدعوة وحسن خلقه مع الناس وحسن مجادلته إياهم امتثالا لقوله تعالى أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن (النحل 125) وقوله تعالى : واخفض جناحك للمؤمنين (الحجر 88), وفوله تعالى : وأمر بالعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور(لقمان 17). وهكذ ا ينبغي أن تكون أئمة المسلمين ومشايخهم على هذه الطريقة حتى يكون الناس يدخلون في دين الله أفواجا.
v طريقة الدعوة لإسلام نوسنتارا
حتى الآن مازالت اختلافات في الرأي بين المؤرخين على دخول الإسلام في نوسنتارا .احدهم قول الشيخ ابي الفضل أن دخول الإسلام في نوسنتارا -خصوصا في جاوه- في نهاية القرن السادس الهجري وقال محمد ضياء شهاب وعبدالله بن نوح في كتابهما “الإسلام في أندونيسيا” أن الإسلام دخل إلى إندونسيا أول مرة في القرن الأول الهجري (فيما بين القرنين الثامن والسابع الميلادي) ومن بلاد العرب مباشرة وأن أول منطقة دخلها الإسلام هي سواحل سومترا الشمالية, وأنه بعد تكوين المجتمع الإسلامي وبعد حصوله على النفوذ السياسي وكان الملك المسلم الأول في أجيه”.وعلى رغم من ذلك اتفق الجميع على أن دخول الإسلام في نوسنتارا بالدعوة المهذبة الممتلئة بالحكمة هذا معروف بقول عبد الله بن نوح ” أن الإسلام أتى أندونسيا بثقافة وحضارة رقية هي من عناصر تكوين الشخصية الأندونسية”1. ذلك معروف باتخاذ الدعاة وسائل متعددة للدعوة إلى الإسلام. ذكرت الكتب الأندونيسية القديمة أن دعاة الإسلام كانو يتخذون قصص ” الوايانغ” وسيلة لنشر الدين وذكرت أن سونان كالي جاكا أدخل تعديلات وتحسينات في هذه القصص وأدمج فيها حكايات إسلامية.
طريقة الدعوة لإسلام نوسنتارا المهذبة الممتلئة بالكياسة والحكمة على الأقل تحيط طريقة الدعوة لإسلام نوسنتارا في زمن والي سونجو وزمن الحاضر.
اولا: طريقة الدعوة لإسلام نوسنتارا في زمن والي سونجو كما هو موضح في كتاب ” احلى المسامرة في حكاية الأولياء العشرة بما يلي
1. تربية وتعليم
2. تجهيز
3. دعوة
4. سياسة
5. ثقافة
ثانيا: طريقة الدعوة لإسلام نوسنتارا في زمن الحاضر من حيث المبدأ نفس طريقة الدعوة في زمن والي سونجو وهذه بالتفاصيل يمكن أن تقام بما يلي
1. الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والمناظرة بالأخلاق الكريمة
2. التسامح بالثقافة المحلية التي لا تتعارض مع الدين
3. إعطاء القدوة الحسنة
4. تقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة
5. اعتماد على ارتكاب أخف الضررين
6. اعتماد على أن دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح
ومن هنا سوف نعرف أن اسلام نوسنتارا ليس اسلاما جديدا انما هو اسلام شكله الخاريجي مختلف ومتفق في الجوهر. فقد خطئ خطأ تماما من يعتقد أن الإسلام هو العرب ولو من العرب. فانتبهوا يأيها الطلاب الإندونسييون بالمغرب إذا كان النبي فاخرا بعمامته صلى الله عليه وسلم فلا بد عليكم أن تفخروا بيلاغكونكم و كيبايائكم. وهذه الجملة موحية من قول ابن خلدون في كتابه المشهور: أن أحوال العالم والأمم وعوائدهم ونحلهم لا تدوم على وتيرة وحيدة ومنهاج مستقر إنما هو اختلاف على الأيام والأزمنة وانتقال من حال إلى حال. وكما يكون ذلك في الأشخاص والأوقات والأمصار, فكذلك يقع في الآفاق والأقطار والأزمنة والدول سنة الله التي قد خلت في عباده.